مقتطفات من كتاب حديث القمر لمصطفى صادق الرافعي
“إن الله لا يُمسك عنّا فضله إلا حين نطلب ما ليس لنا، أو ما لسنا له، فكل شيء بأجله، والروح لا تُسعدها إلا الأشياء التي خُلقت لها.”
“أفتدري ما السعادة؟ هي طفولة القلب. إذا ظل قلبك بريئًا كما كان في صغره، فأنت أسعد الناس وإن ضحك عليك العالم كله.”
“يموت الفقير خفيفًا، كأنما يطوي جناحيه ويطير، لا يحمل من الدنيا إلا قلبًا صافيًا وذكريات من ماء النهر.”
“الدين هو حقيقة الألوهية في الروح، والحب هو حقيقة الإنسانية في القلب. وإذا اجتمع الدين والحب، اكتملت إنسانيتك.”
“ليس كل ما يعجبك يرضيك، ولكن كل ما يرضيك يعجبك؛ لأن الرضى ينبع من الداخل، أما الإعجاب فهو من مظاهر الخارج.”
“ضع اللغات كلها في فم المحب، فإن خفقة واحدة من قلبه ستجعله صامتًا، ناطقًا بما لا يُقال، فالحب أبلغ من كل بيان.”
“ما الآلام إلا رياضة للنفس، تُقوِّيها وتصلبها، فالنفوس الشامخة لا تُبنى بالراحة، بل بالوجع، بالعبرات التي تُطهّر القلب من صدأ العالم.”
“الحقيقة لا تُقال إلا كما تُقال الأحلام في ساعات الصدق مع النفس. ومن لم يمر بتلك اللحظات، عاش في زيف العمر.”
“وإذا اشتكيتَ، فكن قويًا في مصارعة حزنك، فإن غلبك يومًا، فلا تكن جبانًا في النهوض كما كنت جبانًا في السقوط.”
“الفكر في الأشياء الجميلة أجمل منها، لأنه الروح التي تُعطيها معناها. قد ترى زهرة، ولكنك لا تبصر عبيرها إلا بفكرك.”
“وما إن لقيت باكيًا إلا رأيت وجهه يقول: تُرى من أين يُذبح الإنسان إذا كانت دموعه هي دماء روحه؟”
“متى كان القلب جاهلًا، بقي الإنسان، ولو بلغ من العلم ما بلغ، قطعة من أداة هذه الطبيعة.”
“اليوم الذي يكون فيه كل الناس عقلاء في الرأي، يكون كل الناس مجانين في الحقيقة. فالجنون هو أن تُجبر الجميع على نمط واحد.”
“ليس كل من عصر عينيه قد بكى، فالبكاء أرفع من أن يكون عادة، كما أن الضحك أحيانًا لا يدل على فرح، بل على عادة في الوجه.”
“الرضى هو غاية القدرة. فإن لم تقدر أن تنال ما تطمع فيه، فكن قادرًا على ألا تطمع. واذكر أن الله لا يعطي ولا يمنع إلا لحكمة، ولو اطّلع الناس على الغيب لاختاروا ما هم فيه.”
“من لا يملك نفسه، لا يملك من دنياه شيئًا. ومَن لم تُغنِه نفسه، لن يُغنيه مال الأرض كله.”
