اقتباسات مختارة من كتاب استيقظ وعش

لن يكافح مدمن الأحلام إلا بقدر حاجته فقط، وسيفعل أي شيء بفتور ليوفر أسباب عيشه. وبعد أن ينتهي من مهامه اليومية، سيعود إلى أحلامه مرة أخرى، سواء أدرك ذلك أم لا. ولن ينجح إلا في شيء واحد وهو إخلاء مساحة صغيرة، وتخصيص بضع ساعات يوميًّا من وقت فراغه لهدف واحد فقط هو مواصلة إضاعة حياته. ولأن حلمه سعيد، فهو يمثل بالنسبة إليه تعويضًا حقيقيًا عن فشله في كل علاقة أخرى، لذلك يستمر فيه. ومع ذلك، بما أن السعادة هي الهدف الحقيقي، فهذا المدمن مضلَّل لأنه لا يدرك أن أصغر النجاحات في الواقع تجلب معها سعادة تفوق سنوات من أحلام اليقظة.

أصبحت أخيرًا علاقتي بنفسي طيبة، ولم أعد أعاقبها على عدم الإنجاز، وأحضها حضًّا عليه، وادفعها بلا رحمة نحوه، وبذلك لم أعد أسمح لها بأن تصاب بالملل والتعب دون داعٍ.

وإذا عجزت عن التعامل مع ما تصادفه في حياتك اليومية ولم تكن منتجًا في عملك، فإنك تتصرف إلى هذا الحد وكأنك تنوي الفشل. اقلب هذا الموقف رأسًا على عقب، وقرِّر بوعي أن «وكأن» الخاصة بك ستكون سليمة وضرورية، وتهدف إلى الإنجاز، وبذلك تكون قد حولتَ النجاح إلى حقيقة بالنسبة إليك.

عوِّد نفسك على أن تكون صارمًا ووديًا معها على حد سواء واطلب منها مستوى معينًا من الأداء، واقبل نفسك – بل حتى كافئها – إذا وصلت إلى هذا المستوى ذلك أننا في أحيان كثيرة جدًا لا نتبع سوى الأساليب الخاطئة فعندما ينبغي علينا أن نتصرف، ندلل أنفسنا أو نجد لها عذرًا لعدم القيام بأي نشاط ثم نؤنب أنفسنا ونعاقبها بلا رحمة ولا جدوى ويعد التأنيب أمرًا عقيمًا لأننا نشعر على نحو ما – إن كنا حادين وحاسمين مع أنفسنا – أننا نكفر بطريقة ما عن الخطأ المتمثل في عدم الأداء وهذا ما لم نفعله بالطبع، لأننا لم نفعل ما خططنا

وعندما نكون تحت رحمة العقل الباطن تمامًا، لا نتكلم على النحو الذي ينبغي أن نختاره طوعًا إذا استطعنا أن نرى جميع تبعات كلامنا، ولكننا نتكلم بسبب الحاجة إلى تخفيف الضغط الذي تدركه حواسنا. لذلك، نتذمر بسخرية من مصاعبنا، ونخجل من أنفسنا بسبب هذا الفعل، أو نعذر أنفسنا بعناد، أو نشتكي من الظلم البسيط الواقع علينا، ونفزع أحيانًا عندما نرى الكم الهائل من الشفقة على الذات الذي يفوق ما تتطلبه المناسبة. وبمجرد أن نجد معينًا للشفقة والتدليل في الآخر، نادرًا ما نكون ناضجين بما يكفي لكيلا نستغله، وبذلك نعزز شعورنا الصبياني ونهزم نضجنا.

 

 

ويدور الحلم أحيانًا حول حياة مترَفة يسودها الكسل، وهذا يعبر عن إصرار العقل الباطن الطفولي على رفض مغادرة الملجأ الآمن في غرفة الأطفال، حيث تتوفر جميع الاحتياجات بمجرد الشعور بها، وحيث يُمنح الدفء والطعام والحب مجانًا دون الحاجة إلى العم

 

مفتطفات مختارة

تأليف دوروثيا براند(تأليف) سمر حجازي (ترجمة)

 

You may also like...