احصائيات عزوف الدول عن اعطاء المطاعيم للأطفال

عزوف الدول عن إعطاء المطاعيم للأطفال هو قضية صحية عالمية تتفاوت شدتها من دولة إلى أخرى. يعكس هذا العزوف تراجعاً في معدلات التطعيم في بعض البلدان نتيجة لعدة عوامل، مثل الشكوك حول سلامة اللقاحات، والتخوف من الآثار الجانبية، والانتشار الواسع للمعلومات المضللة على الإنترنت. بينما في بعض الدول الأخرى، تتخذ الحكومات تدابير صارمة لضمان تطعيم الأطفال.

1. الزيادة في عزوف الدول عن إعطاء المطاعيم:

تشير العديد من الدراسات والبيانات إلى تزايد عزوف بعض الأسر عن تطعيم أطفالهم في بعض الدول الأوروبية والأمريكية وغيرها، وقد تم ربط ذلك بعدة أسباب مثل حملات التشكيك في اللقاحات والتخوف من الآثار الجانبية.

الدول الأوروبية:

  • فرنسا: في السنوات الأخيرة، شهدت فرنسا انخفاضاً في معدلات تطعيم الأطفال ضد بعض الأمراض، خاصة الحصبة. وفقاً لدراسة نُشرت في عام 2019، كان هناك انخفاض ملحوظ في تغطية اللقاحات في فرنسا، مما أدى إلى زيادة في حالات الإصابة بالحصبة. كان معدل التطعيم ضد الحصبة في فرنسا 81% في عام 2018، وهو أقل من العتبة الموصى بها من منظمة الصحة العالمية (95%) لتحقيق “حماية القطيع”.

  • إيطاليا: في إيطاليا، تم فرض تطعيمات إلزامية للأطفال في عام 2017 بسبب انخفاض معدلات التطعيم ضد الأمراض مثل الحصبة. قبل هذه الإجراءات، كانت بعض المناطق في إيطاليا تشهد تراجعاً في معدلات التطعيم بسبب الحركات المناهضة للتطعيم.

  • ألمانيا: في ألمانيا، سجلت السلطات الصحية تراجعاً في معدلات التطعيم في السنوات الأخيرة، وأصدرت الحكومة قانوناً عام 2020 يجعل التطعيم ضد الحصبة إلزامياً للأطفال في المدارس.

الولايات المتحدة الأمريكية:

  • في الولايات المتحدة، أظهرت بعض الدراسات انخفاضاً طفيفاً في معدلات التطعيم في بعض الولايات بسبب الحركات المناهضة للقاحات. على سبيل المثال، في ولاية كاليفورنيا، تزايد عدد الأطفال غير الملقحين بعد أن تم إلغاء “الاستثناءات الدينية” في عام 2015. ووفقاً لمراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC)، سجلت الولايات المتحدة زيادة في حالات الحصبة في 2019 بنسبة 300% مقارنة بالعام السابق، وهو ما يعكس تراجع التطعيمات في بعض الولايات.

المملكة المتحدة:

  • في المملكة المتحدة، شهدت السنوات الأخيرة تراجعاً في معدلات التطعيم ضد الحصبة، حيث كان المعدل حوالي 85% في عام 2018، وهو أقل من المستوى الذي توصي به منظمة الصحة العالمية (95%). هذا الانخفاض في التغطية أدى إلى زيادة في حالات الإصابة بالحصبة في البلاد.

2. أسباب العزوف عن التطعيمات:

  • المعلومات المضللة: انتشار المعلومات الخاطئة حول اللقاحات، خاصة على وسائل التواصل الاجتماعي، يساهم في تزايد القلق من اللقاحات.

  • الشكوك بشأن السلامة: بعض الأفراد يعتقدون أن اللقاحات قد تسبب آثارًا جانبية خطيرة أو قد تكون غير فعالة، رغم أن الأدلة العلمية تدحض هذه المخاوف.

  • الثقة في النظام الصحي: في بعض الدول، يمكن أن يؤدي ضعف الثقة في السلطات الصحية إلى عزوف الأسر عن تطعيم أطفالهم.

  • الثقافة المحلية: في بعض المناطق، قد تكون هناك معتقدات ثقافية أو دينية تمنع تطعيم الأطفال.

3. الإحصائيات العالمية حول عزوف التطعيم:

  • منظمة الصحة العالمية (WHO) أصدرت تقارير سنوية حول تطعيم الأطفال، وتظهر أن هناك تزايدًا في المناطق التي تواجه تحديات في الوصول إلى التطعيمات بسبب النزاعات أو نقص الموارد. في تقرير 2020، تم تحديد 23 مليون طفل في جميع أنحاء العالم لم يتلقوا اللقاحات الروتينية في عام 2018، بسبب العزوف أو نقص الوصول إلى الخدمات الصحية.

  • بيانات من “مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها” (CDC): تظهر تقارير CDC أن الولايات المتحدة شهدت انخفاضاً في تغطية اللقاحات في السنوات الأخيرة، مع تسجيل أكثر من 1,200 حالة من الحصبة في 2019 بسبب تراجع معدلات التطعيم.

4. الآثار المترتبة على العزوف عن التطعيم:

  • عودة الأمراض المعدية: يشهد العالم زيادة في حالات الحصبة والدفتيريا والتهاب السحايا في الدول التي تعاني من تراجع في معدلات التطعيم.

  • زيادة في الضغط على النظام الصحي: عودة ظهور الأمراض المعدية يضغط على أنظمة الرعاية الصحية، مما يؤدي إلى عبء أكبر على المستشفيات والخدمات الصحية.

5. إجراءات التصدي لعزوف التطعيمات:

  • التطعيم الإلزامي: في بعض الدول مثل فرنسا وألمانيا وإيطاليا، تم تبني قوانين تطعيم إلزامية للحد من العزوف.

  • التوعية والتعليم: تُنفذ الحكومات والمنظمات الصحية حملات توعية للآباء حول أهمية اللقاحات، وتسليط الضوء على سلامتها وفوائدها.

  • تحسين الوصول إلى اللقاحات: توفير اللقاحات بشكل مجاني أو بأسعار منخفضة في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط لتحسين معدلات التطعيم.

مراجع:

  1. منظمة الصحة العالمية (WHO): إحصائيات اللقاحات والتطعيمات

  2. مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC): تقارير حول اللقاحات

  3. مؤسسة “The Lancet”: دراسات حول عزوف التطعيم

إجمالًا، يعكس عزوف بعض الدول عن تطعيم الأطفال تأثيرات سلبية على الصحة العامة، وتتطلب هذه القضية استجابة من الحكومات والمنظمات الصحية لزيادة الوعي وتوفير اللقاحات بشكل فعال.

 

You may also like...