نبذة عن كتاب الاغتيال الاقتصادي للأمم

كتاب “الاغتيال الاقتصادي للأمم” (Confessions of an Economic Hitman) هو كتاب من تأليف جون بيركنز، وهو محاسب ومحلل اقتصادي سابق عمل مع شركات استشارية دولية. يتناول الكتاب تجربته في العمل كـ “قاتل اقتصادي اقتصادي” أو Economic Hitman، وهي وظيفة غير رسمية لكنه يصفها بأنها تتعلق بالقيام بتقديم قروض ضخمة للدول النامية، ثم الضغط عليها للوفاء بتلك القروض عبر السياسات الاقتصادية التي تتناسب مع مصالح الشركات الكبرى والسلطات الأمريكية.

الملخص:

الكتاب يعرض قصة بيركنز الذي كان يعمل كمستشار اقتصادي في شركات خاصة تعمل مع حكومة الولايات المتحدة. كان دور هؤلاء “القتلة الاقتصاديين” هو إقناع الحكومات في الدول النامية بأخذ قروض ضخمة من المؤسسات المالية الدولية مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي. القروض كانت غالبًا ما تُمنح بشروط مُرهِقة تؤدي إلى أعباء مالية ضخمة على تلك الدول.

بعد أن تأخذ الدولة القرض، يُطلب منها تنفيذ إصلاحات اقتصادية مثل خصخصة الشركات الحكومية، فتح الأسواق أمام الشركات الكبرى، وتسهيل استخراج الموارد الطبيعية لصالح الشركات متعددة الجنسيات الأمريكية. وفي النهاية، تصبح هذه الدول تحت السيطرة الاقتصادية للغرب، وتظل تدفع الفوائد على هذه القروض لعقود.

بيركنز يشرح كيف أن هذه العمليات ليست فقط اقتصادية بل هي جزء من استراتيجية جيوسياسية تهدف إلى تقوية النفوذ الأمريكي في العالم على حساب التنمية المستدامة في الدول النامية. يتحدث عن كيفية استخدام الضغط السياسي والاقتصادي، وأحيانًا التهديدات المباشرة، لتنفيذ هذه الأجندة.

الأفكار الرئيسية:

  1. القروض كأداة للهيمنة: يقدم الكتاب شرحًا لآلية استغلال القروض باعتبارها أداة لفرض الهيمنة الاقتصادية على الدول النامية.

  2. التواطؤ بين الشركات الكبرى والحكومات: يكشف عن العلاقة الوثيقة بين الشركات متعددة الجنسيات والحكومات الأمريكية في تنفيذ خطط اقتصادية تهدف إلى مصالح الشركات الأمريكية على حساب التنمية المستدامة.

  3. تأثير الفساد في الحكومات: يبين كيف أن القادة في الدول النامية غالبًا ما يتعاونون مع هذه الاستراتيجيات الاقتصادية لأنهم يحصلون على رشاوى أو صفقات شخصية في المقابل، مما يزيد من فساد الحكومات ويعمق الأزمات الاقتصادية.

  4. الآثار المدمرة على التنمية: يتحدث عن التأثيرات السلبية لهذه السياسات على الشعوب، مما يؤدي إلى تفشي الفقر وتعميق عدم المساواة في هذه الدول.

  5. الاعتراف بالجرائم: في الكتاب، يعترف بيركنز بتورطه في هذه العمليات ويعبر عن ندمه. يعرض كيف كانت تتم العمليات وكيف أسهم في معاناة الشعوب.

خاتمة:

في النهاية، يوضح بيركنز أن النظام العالمي الذي يروج لهذه السياسات هو نظام غير عادل يساهم في تعزيز السلطة المالية والسياسية للدول الكبرى على حساب الدول الفقيرة. يدعو إلى تغيير هذا النظام والتفكير في بدائل تساعد في تحقيق العدالة الاقتصادية في العالم.

الكتاب يعتبر نقدًا حادًا للسياسات الاقتصادية العالمية ويدعو إلى وعي أكبر حول تأثير هذه السياسات على الشعوب والدول النامية.

 

You may also like...