مستقبل البترول في ظل تحولات مصادر الطاقة
المقدمة يُعدّ البترول أحد الأعمدة الأساسية التي استندت إليها الحضارة الصناعية منذ أواخر القرن التاسع عشر، فقد شكّل المصدر الرئيس للطاقة التي حركت المصانع، والمركبات، والاقتصادات لعقود. غير أن العالم يشهد اليوم تحولاً متسارعًا نحو مصادر طاقة بديلة في ظل التغير المناخي، والتطور التكنولوجي، والضغوط البيئية، مما يطرح تساؤلات جوهرية حول مستقبل البترول في ظل هذا المشهد المتغير. يتناول هذا البحث تحولات الطاقة العالمية وأثرها على مكانة البترول المستقبلية، مع التركيز على الجوانب الاقتصادية والتقنية والبيئية والجيوسياسية. أولًا: البترول وأهميته في الاقتصاد العالمي 1.1 دور البترول في النمو الاقتصادي يُسهم البترول في تحريك عجلة الاقتصاد العالمي، ويُستخدم كمادة أولية أساسية في الصناعات الكيماوية والبلاستيكية. وتُعدّ الدول المنتجة للنفط، خاصة أعضاء أوبك، من أكبر المستفيدين اقتصاديًا من ارتفاع أسعاره. 1.2 استهلاك البترول عالميًا بلغ متوسط الاستهلاك اليومي للبترول أكثر من 100 مليون برميل قبل جائحة كوفيد-19، وقد شهد انخفاضًا مؤقتًا في أثناء الأزمة، إلا أنه عاد للارتفاع لاحقًا، مع توقعات...