العفوية في مونديال قطر
ازدحمت الشاشات والمواقع الإخبارية والصحف والمجلات بأخبار ومقاطع غطت فاعليات كأس العالم في قطر ، وتحولت قطر إلى منابر إعلامية تتقاطع فيها السياسة مع الثقافة مع الدين مع الحضارة والترفيه ، خليط من الشعوب والثقافات ما يلفت النظر في هذه النسخة من كأس العالم هو تصادم الحضارة الغربية مع الحضارة الإسلامية بشكل جلي ، هذا الصدام الذي تحدثت عنه الكتب والبحوث السياسية الغربية منذ عقدين ولا زال مفكريهم يحللون الأحداث ويبنون التوقعات والتنبؤات بحتمية الصدام ويبرز هنا سؤال هام هل ما حصل من مؤشرات للاختلاف في أسس ومعايير الثقافة المجتمعية ومحاولة الغرب فرض رؤيتهم وسلوكهم وأسلوب حياتهم على الدول الأخرى وخاصة الدول الإسلامية ظهر بشكل عفوي في سياق الأحداث ام أريد له الظهور والخروج للعلن في قالب سيترتب عليه أحداث جديدة ؟
لا نعلم حتى الآن هل لما حصل من تجاذبات وقرارات تتعلق بفرض إرادة ورؤية الدولة المضيفة لكأس العالم ورفضها من قبل الأنظمة الغربية تداعيات لاحقة وخطط جديدة ستمارس على الدول والشعوب العربية والإسلامية على هيئة حزم من المعونات المغلفة بالابتزاز العلني والصريح لتهيئة الشعوب لبرامج هندسة اجتماعية جديدة غير تلك التي مورست سابقاً على هيئة مساعدات مشروطة بتغيير المناهج وقوانين الاحوال الشخصية وقبول الشذوذ والانحراف والتعاطي وانهيار مؤسسة العائلة بحجة حماية حقوق الإنسان ، إبراز أوجه الاختيلاف والتصريح بعدم قبول هذا الاختلاف هو انقلاب واضح على أسس الحضارة الغربية التي كانت تؤسس لمبدأ قبول الآخر والتعايش مع الاختلافات .، كما أن خروج الساسة وأعضاء الحكومات الغربية عن مبادئ الدبلوماسية وإعلان الرفض على شاكلة ما قامت به وزيرة الداخلية الألمانية” نانسي فيزر ” عندما دخلت قطر لتشجع فريقها وتخالف الدولة المضيفة برفع شعار المثلية على ذراعها يؤكد أن الموضوع ليس سلوكاً فردياً بقدر ما هو شأن وسلوك صادر ومدعوم وممول من منظمات ودول وحكومات كبرى ويراد له أن يتصدر المنابر ويتم مناقشته على كافة المستويات ، وهذا نذير بأن القادم سيكون إرغام الأنظمة والشعوب على قبول هذه القاذورات القادمة من الغرب بمختلف المسميات والحجج والمبررات . هل سيستطيعون إذلال المجتمعات الإسلامية والعربية وإرغامها على فعل ما يتنافى مع حضاراتنا الإسلامية ؟؟!
لا ندري ولكن الأيام ستاتي بالجواب قريباً
